أخواني وأخواتي جميعا ..
أكتب لكم هذه القصة الحقيقة التي وقعت في المنطقة التي أعيش فيها وأعرف
جميع أبطالها . وأشهد الله أن ما أقوله قد حدث فعلا . وكل ما سأفعله هو
تغيير الاسماء فقط ..
القصة تبين لنا كيف أن الدنيا دوااااااارة .
يوم لك ويوم عليك ..
ولكن نهاية القصة شئ لا يصدق ... كانها نهاية فلم من أفلام السينما
ولكن يبقى تصريف الله وحكمته أمر لا يفقهه الانسان
هل شوقتكم للقصة..؟ أحسبني قد فعلت
اليكم هي..
عاش الحاج أبو أحمد على أمل أن يرزقه الله أولادا ..كان أولاده يموتون في
سن الثالثة أو الرابعة من أعمارهم ...وفي آخر حمل لزوجته نذر ان يوهب الله
ابنه الذي ان قدر الله له الحياة ..
وولد أحمد .......وعاش ....... ولم يبخل عليه أبو أحمد من ثروته التي حباه الله اياها من عمله في كبرى شركات البلد ..
كبر أحمد وتزوج وعمل معلما في أحد المدارس الحكومية ...
وبينما الحياة تسير في الاتجاه الذي يرغب أبو أحمد ...اذا بالموت يعاجل زوجته أم أحمد ...وهنا تبدأ أحداث القصة الحقيقة .
كانت أم أحمد زوجة قوية الشخصية لا تخلو من بعض التسلط ..
ربما شعر أبو أحمد بموتها أنه عصفور قد تحرر من قفصه وآن له أن يطيييييييير ليرى العالم الحقيقي ويستمتع بثروته .
نعم ..لم يخفي أبو أحمد رغبته بالزواج عن ابنه فلم يعارض أحمد رغبة أبيه
.ربما لأنه لاحظ معاناة ابوه مع أمه اثناء حياتها . الامر الذي جعل من أبو
أحمد يطلب المشورة من أقرب المقربين له - الخاج أبو عبدالله - فأشار عليه
هذا بالزواج من نورة بنت فلان الفلاني .. وعندما استنكر أبو أحمد الموضوع
في البداية .. حيث ان البنت سمعتها سيئة ..والامر لا يقتصر عليها بل إن
جميع أفراد اسرتها معروفين بسوء السمعة ..الا ان ابو عبدالله أقنعه ان
البنت صغيرة وباستطاعته أن يربيها من جديد كيفما يشاء .. ويستر عليها
..وبكل تأكيد البنت بعد الزواج ستصبح أكثر فهما ووعيا بالحياة ..
وفعلا ..اقتنع أبو أحمد بالفكرة وقرر الزواج من نورة ابنة الـ 16 عشر عاما.
نزل الخبر على أحمد نزول الصاعقة ..تكلم مع أبيه محاولا ثنيه عن قراره
..لكن الاب كان قد قرر وانتهى ..أخبره أحمد عن استعداده أن يزوجه من هي
أصغر منها اذا وافق ولكم نورة ..لا وألف لا .. كان أحمد يفكر في كلام الناس
..وفي هيبة والده بين الناس ..وفي المشاكل التي ممكن أن تواجه أبوه مع بنت
صغيرة وهو قد تجاوز الخامسة والسبعين ..وفكر في امكانية أن يكون هناك
أطفال ..كل ذلك اعتمل في ذهن أحمد ..الامر الذي أفقده صبره وتشاجر مع أبيه
مهددا له بقطع علاقته به في حال زواجه من هذة الـ............... على حد
تعبيره .
ذهبت محاولات أحمد مع أبيه سدى ..وتزوج أبو أحمد من نورة التي لم تستطع مقاومة أغراء المال هي وأهلها السيئي السمعة ..
عاش أحمد فترة عصيبة ..كان يعاني من نظرات الناس ..من كلام الناس ..
من استفهاماتهم ..كان يسأل نفسه بدلا عنهم ..مالذي شد أـبوه لهذه الـ.....
حتى انها لا تملك أدنى نصيب من الجمال ..سمراء قبيحة ..ضخمة الجثة .كأنها
باب في طوله وعرضه على حد تعبيره ..
حتى الغنج والدلع ..لا تملك أقل القليل منه .. تتكلم وكأنها تسب من أمامها
...همجية .. لا تعرف للنظافة طريقا .. لا يقارن بيتها بحظيرة الحيوانات من
شدة اتساخه .
هكذا كانت معاناة أحمد ..
أما أبوه فقد بدأ يلاحظ عدم التوافق بينه وبين زوجته الاتي بدأت تسبب له
المتاعب بخروجها المتكرر ومكالماتها التلفونية وطلباتها التي لا تنتهي وعدم
احترامها له واستقبالها ضيوفه ..
نعم بدأ مجلس الحاج أبو أحمد يصغر شيئا فشيئا الى أن توقف آخر زائر عن
مجلسه .. مما جعله يشعر بالوحدة ..لكنه لا يجرؤ على الاختلاط بالناس لشعوره
أنهم ينظرون له بخليط من النظرات .
يقول الجيران أن أبو أحمد ذات مرة دخل على زوجته على غير الوقت ..فوجد معها
رجلا في غرفة نومها .. وحدثت بينهما مشاجرة فهزأته وأقامت الدنيا ولم
تقعدها .. ولكن الغريب ..لماذا لم يطلقها بعد كل الذي جرى .. هذا هو الشيء
الذي كان يزيد حيرة أهله وجيرانه .
بعد فترة من الزمن حملت نورة وأنجبت أبنا .. ففرح أبو أحمد ..أو لنقل أنه
حاول أن يجد للفرح طريقا .. تخيل أن الولد قد يشغل زوجته عن خروجها المستمر
من البيت بحجة زيارة اهلها وأصدقاءها .
ولكن شيئا من ذلك لم يتغير ..بل ان الامر زاد سوءا ..فقد طلبت نورة من أبو
أحمد احضار خادمة للمنزل . وفعلا جاءت الخادمة .. وبدأت مشاكلها وتم
تغييرها عدة مرات الى أن هربت الاخيرة ..ولا أحد يعلم الى أين هربت ..
كانت نورة تغير غرفة نومها كل عام .وتغير الاثاث وكل شيء تستطيع تغييره
..تصرف دون حساب ..تشتري الذهب .. وأبو أحمد يدفع دون أي جدال . الى درجة
انها ذات مرة قامت بالصراخ مدعية أن ذهبها قد سرق ..وطلبت من أبو أحمد
تعويضها ..وعندما كان لها ذلك ..رجع الذهب . فأبدت استغرابها من أمانة
السارق الذي شعر بالذنب .
..................................................
..................................................
..................................وجاءت البنت والامور على ماهي عليه من
السوء وفي تلك الفترة وصل لأحمد أن أبوه يعاني من مقاطعته له ..فحاول أن
يقترب لكن زوجة أبوه كانت تطرده وتسبه وأبوه ..كانت الالفاظ السوقية تخرج
من لسانها السليط كخروج انفاسها العفنة من رأتيها ..
بعد ذلك بفترة أصيب أبو أحمد بسرطان البروستاتا وتم استئصالها ...
وبعد فترة حملت نورة للمرة الثالثة وعندما سمع أحمد بولادتها استشاط غضبا
وقرر أن يعمل تحليل للحمض النووي .. الا أن مرض ابوه بالضغط والسكر كان
يؤخر من القيام بالترتيبات اللازمة .. اضافة الى أن أحمد كان يخاف على أبيه
من أي صدمات نفسيى قد تكون نتائجها وخيمة .
كان أبو أحمد يذهب لمنزل أخته .ويشتكي لها معاملة زوجته له .. لاحظت أخته
أنه فقد الكثير من وزنه وبشكل ملحوظ ..وفي ذات مرة ..كان على الطاولة التي
يجلس أبو أحمد بالقرب منها ..بقايا بيتزا وفطائر ..كان ابن أخته للتو قد
انتهى من عشائه .. لاحظت أخته أنه يأكل من بقايا الطعام وعندما سألته اذا
كان جائعا أم لا ..أخبرها أنه لم يأكل طبيخا منذ فترة لأنها تتعمد اهماله
...
.................................................
وفي احدى المرات ..مرض أبو أحمد كعادته ..وتم تنويمه في المستشفى ..وهناك
هاتف ابنه طالبا منه أن يأخذه معه للبيت وفعل أحمد ذلك ..الا أن نورة ذهبت
لمنزل أحمد ومعها بعض أصدقاءها من الشرطة وأخذت أبو أحمد بالقوة .. هي ومن
معها متجاهلين طلب أحمد منهم أن يطلع على امر الشرطة بالقيام بذلك ولكنهم
لم يفعلوا .
بقى أبو أحمد ..لا يعلم عنه شيء فنورة تحتكره في بيتها وتقفل التلفون في
وجه كل من يتصل للسؤال عنه .ولا تفتح الباب لأحد ولان أحمد لا يحب الفضائح
كان يضطر للانسحاب عندما تبدأ بالسب واللعن متجاهلة نظرات الجيران الذين
يتفرجون مستنكرين فعلها ..
.................................................. ............
بعد فترة .. صاح جرس الهاتف ...رفعه أحمد واذا بها نورة ..لم ترحب بالطبع
ولكنه عرف صوتها ولهجتها ..كل ماقالته بعد أن قال ألو ..
.......أبوك مات ياكلب تعال اخذه
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم يعرف أحمد ماذا يفعل اتصل بعمته فذهبت معه ومعها ولديها .. تقول لي أم سالم ..لو رأيتيه لذبتي أسى ...
لماذا ياأم سالم ..
قالت لي ..كان ميتا في غرفة ليس بها مكيف ( كان الوقت آنذاك هو وقت الرطب )
وللعلم لمن لا يعلم جو المنطقة الشرقيه ..الجو في هذه الفترة لا يحتمل
بسبب الرطوبة الزائدة والحر الشديد .. ااحرارة تتجاوز الخمسين في بعض
الاحيان .........ز
نعود لوضع أبو أحمد عندما مات ..تقول أم سالم أن أبو أحمد كان ميتا وشنبه
يغطي فمه من شدة طوله ..ولحيته على صدرة ..وكان جلدا وعظما فقط كأنه من
الافارقة الذين يعانون المجاعات والجفاف ..
في المقبرة ..ذهبت نورة وبينما كان الجميع مشغولا باجراءات الدفن ..قامت
تصرخ في وجه أحمد وهي تلوح بورقة في يدها ..وتقول له أن وصية ابوه معها
..وانه كتب لها العمارة الفلانية ..فطلب منها الشيخ أن تذهب لان الوقت غير
مناسب للكلام في هذا الموضوع ..وبصعوبة تم انهاء الموضوع ..
دفن أبو أحمد ..وفي مجلس العزاء رفضت عائلة أبو أحمد أن تحضر نورة معهم
..فقررت أن تستقبل المعزين لها في مكان آخر ولكن أحدا لم يذهب لها فاستشاطت
غضبا وأغلقت المجلس
ذكر الشيخ لأحمد انه لن يأخذ بالوصية التي عند نورة لأنه هو الذي حرر الوصيى للمرحوم الذي لم يجددها بعد ..
أقامت نورة الدنيا ولم تقعدها وأبوها وأخوها يعينانها على ذلك ..
لم تحترم الحزن الذي كان يخيم على الاسرة لفقد أبو أحمد ..
حدثت مشاهد كثيرة للقصة ولكن ما هو مهم هنا هو النهاية
في ذكرى الاربعين وكعادة أهل البلدة أقيم مجلس عزاء لأبو أحمد ....وبينما
كنا جاليسن نقرأ القرآن ..دخلت علينا زوجة أحمد وهي تزغرد
.لولولولولولولولولولولولولي
نعم كانت تزغرد ......استنكر الجميع ما فعلت ولكنها قالت بصوت عالي
اليوم اربعينية العم ..واحنا جايين شفنا المقبرة مفتوحة ولما سألنا مين اللي مات قالو
نورة بنت فلان ......الله أكبر يارب ..تمهل ولا تهمل يارب ..
وقتها ..بكى من بكى من الفرح أو ربما من الدهشة ..وزغرد من زغرد ..
أما أنا فسألت نفسي .. لماذا ماتت اليوم ..هل هو انتقام لها من رب العالمين .. هل قتلت ..لا يقولون سكتة قلبية ..
لماذا اليوم بالذات ..هل شعرت بالذنب مثلا وماتت من شدة الندم ..
يا الله ..انت تعلم السر وحدك ..الله اجعل خاتمة أمرنا خيرا يا الله